تحركات دبلوماسية واسعة شهدتها الأسابيع الماضية للاعتراف بدولة فلسطين، إذ تستعد فرنسا مع 10 دول أخرى للإعلان رسميا عن اعترافها خلال قمة تُعقد اليوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لبحث مستقبل حل الدولتين في ظل الحرب الدامية على قطاع غزة.
وقد أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسميًا هذا الاعتراف، في خطوة وُصفت بأنها “تاريخية”، لرتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى أكثر من 150 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، بحسب مصادر دبلوماسية.
رفع العلم الفلسطيني في فرنسا وبريطانيا
رفعت بلديات فرنسية عدة العلم الفلسطيني، الاثنين، احتفالاً باعتراف باريس بدولة فلسطين، وذلك رغم معارضة وزارة الداخلية والأحكام القضائية الأولية التي قضت بعدم الإقدام على ذلك.
وقالت رئيسة بلدية نانت جوانا رولان ،على منصة «إكس»، إنّ «نانت تدعم هذا القرار من قبل الجمهورية الفرنسية عبر رفع العلم الفلسطيني لهذا اليوم».
وكان العلم الفلسطيني يرفرف من قبل فوق مبنى بلديتها في نانت التي تعد إحدى المدن الكبرى في غرب فرنسا، وفق مراسل «الصحافة الفرنسية».
وفي ضاحية سان دوني الباريسية الكبيرة، رُفع العلم الفلسطيني فوق مبنى البلدية خلال احتفال حضره الأمين الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور الذي عارض بشدة قرار روتايو، وقال إنّه كتب إلى ماكرون مطالباً إياه بإلغاء القرار.
وأضاف، في حديث لقناة «بي إف إم تي في»، «هذه علامة تضامن مع هذا القرار» القاضي بالاعتراف بدولة فلسطينية.
في الأثناء، رفع العلم الفلسطيني على مباني حوالي ست بلديات على الأقل تديرها أحزاب يسارية في ضواحي باريس. وفي المجموع، رُفع العلم فوق 21 مبنى بلدياً في فرنسا، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية.
كما رُفع العلم الفلسطيني على مقر البعثة الفلسطينية في لندن اليوم (الاثنين)، فيما حذرت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر الكيان الصهيوني من ضم أجزاء من الضفة الغربية رداً على اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط قوله إن «رفع العلم الفلسطيني لا يمثل نهاية نضالنا، لكنه خطوة جديدة نحو الحرية، وبعد قرن من الإنكار، الحكومة البريطانية تتخذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين».
وأضاف أن «الاعتراف يشكل لحظة تاريخية وتحديا من أجل الحقيقية، ورفض الإبادة والاحتلال، ومحاولات محو الهوية الفلسطينية».وتابع أن «الاعتراف الدولي هو أكثر من مبادرة دبلوماسية بل هو اعتراف أن فلسطين كانت دوما أرضا لشعب فلسطين الذي يتمتع بصمود وشجاعة لا مثيل لها».
وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أعلن أمس اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية، إلى جانب كندا وأستراليا والبرتغال.
أمريكا: الإعتراف بفلسطين “استعراضي”
وصفت الولايات المتحدة، مساء الأحد، اعتراف عدد من حلفائها الرئيسيين، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وكندا، بدولة فلسطينية بأنه «استعراضيّ».
وقال أحد المتحدثين باسم «الخارجية» الأميركية، مشترطاً عدم كشف هويته: «لا يزال تركيزنا منصباً على الدبلوماسية الجادة، وليس اللفتات الاستعراضية. أولوياتنا واضحة: إطلاق سراح الرهائن وأمن الكيان الصهيوني والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت خالية من (حماس)»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ومن المتوقع أن تنضمّ دول أخرى إلى فرنسا، الاثنين، بما فيها أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، وفق الرئاسة الفرنسية.
وتأتي هذه الإعلانات في وقتٍ يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي فيه قصفه لغزة، ومع ازدياد الضغوط على الكيان الصهيوني بسبب الوضع الإنساني المتدهور في القطاع الفلسطيني المحاصَر والمدمَّر.
