محمد اسويسي
نحن نعلم انه لامعنى لمرور الزمن بلامكان فمن خلال مرور الزمن يكون التاريخ والمكان قد يكون املا اوالما وفق مانعيشه ونتمناه وحتى نتخيله.
المكان هو ذلك الفضاء المنفسح واللامحدود والمتميز تتخذ فيه الاجسام ابعادها الثلاثة السطح والعمق والامتداد باتجاهاتها تناسبا وتوازيا فيه .. والمكان في لغة الابداع هو استنطاق لروح البقعة محل العمل الابداعي بغرض الوصول للجوهر الخفي بقصد ملامسة ما يخفى بشكل عقلي يفوق الحس بالماثل بحيث يكون المكان محسوسا بحيويته اي روحه ومن هنا جاءت عبقرية المكان تلك
التي تميزه عن سواه وللمكانات حرمتها كالمعالم الدينية والرموز الوطنية كالمدارس وحرمة البيوت .. وثمة توأمة لعبقرية المكان هي عبقرية التاريخ الذي نصنعه ونراكمه وقد يكون اهمالنا لهذه النظرة مايجعل وجود الاحساس بالروح الوطنية لدينا متواضعا في حضرة عبقرية الوطن المكان .
عبقرية المكان هي الروح الحامية للمكان وهي تراثه المادي واللامادي وعبقرية المكان هي قدرة تحفيزية على الالهام واتخاذ الخطوات التي تساعد على التطور بشكل متميز .. ان الأمكنة الموسومة بهذه العبقرية.
تجدها مدفوعة برغبة اهلها في تحريك الامور وتحقيق التقدم ولابالغ اذ اقول ان هذه البقعة التي اسمها ليبيا تتمتع بهذه العبقرية التي احتضنت اولى حضارات وهناك في وطننا العربي مواقع تتمتع بهذه العبقرية التي طالما كانت الملهم المكاني للإبداع … ما اشد حاجتنا للإنتباه لهذه الخصوصية المكانية الجامعة لمواطنتنا.