تتواصل المعارك الضارية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، إذ يتصدى الجيش والقوات المساندة له لهجمات شبه يومية على المدينة منذ مايو 2024، في ظلّ حصار خانق تضربه “الدعم السريع” حول الفاشر في محاولة للسيطرة على آخر المدن الحضرية الخاضعة لسيطرة الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة الموقعة على سلام مع الحكومة السودانية، في دارفور، والتي تدافع عن المدينة، وترفض الانسحاب منها، رغم استمرار الهجمات المكثفة لـ”الدعم السريع”.
وآخر هذه الهجمات وقعت أمس الاثنين، عبر المدافع الثقيلة والطائرات المسيّرة والهجمات البرّية متعددة الاتجاهات، وقد بلغت الهجمات التي شنتها “الدعم” على المدينة أكثر من 240 هجوماً، بحسب بيانات الجيش السوداني.
وتسيطر “الدعم السريع” منذ الأشهر الأولى للحرب السودانية التي اندلعت في 15 إبريل 2023 على أربع من جملة خمس ولايات في إقليم دارفور، وهي ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا، ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، ولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، ولاية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي، بينما فشلت في السيطرة على الولاية الخامسة وعاصمتها الفاشر، وتقاتل هناك الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش ومجموعة من القوات المساندة لها.
وشهدت الفاشر أمس، بحسب شهود عيان من داخل المدينة، تجدداً للمعارك بشكل متقطع في المناطق الشمالية والجنوبية، والشمالية الشرقية للمدينة، مع قصف مدفعي متبادل من الصباح الباكر. وقال مواطنون في المدينة، لـ”العربي الجديد”، إن هناك تحليقاً مستمراً للطائرات المسيّرة في أجواء الفاشر، إلى جانب قصف مدفعي لـ”الدعم السريع” يستهدف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين مثل مخيم أبو شوك شمال المدينة.
وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش في الفاشر، في تصريح ، إن المدينة شهدت (الاثنين) قصفاً مدفعياً متقطعاً على الأحياء السكنية، لكن لم تسجل أية إصابات، مؤكدة أن الأوضاع تحت سيطرة قواتها التي أصبحت “متماسكة أكثر من أي وقت مضى”.
ونشرت “الدعم السريع” أمس مقطع فيديو على منصة “تلغرام”، يُظهر مجموعة من مقاتليها قالت إنهم داخل الفاشر، مضيفة أن المجموعة 146 تتقدم من الجبهة الجنوبية نحو مقر قيادة الجيش في المدينة. وذكر أحد الجنود في الفيديو أن القوات في جميع الاتجاهات تواصل معاركها، وتابع: “ساعات أو أيام قليلة تفصلنا عن مقر الفرقة السادسة مشاة”.