عبدالرحمن سلامة
غمس اصابعه في حبر الانتخابات ..
أختار أحد المرشحين ..
فظل ينزف حتى مات .
إنه القاص والروائي .. إنه المراسل الصحفي والتلفزيوني .. إنه المؤلف المسرحي والممثل .. إنه المحاور المتميز ابن مدينة طبر ق ” دار السلام ” المولود فيها عام 1971 م الأديب والإعلامي والفنان عبدالرحمن عياد سلامة سعيد
من مدينة امساعد وفي مدرسة الشروق الابتدائية تحصل على شهادته ليلتحق بمدرسة المسيرة الكبرى الإعدادية .. ليلتحق بمعهد العلوم الأساسية ويتحصل على دبلومة علوم أساسية في قسم الرياضيات من مدينة طبرق عام 1989 م ثم لم يتوقف هنا بل التحق بقسم الهندسة الميكانيكية ليتحلصل على دبلوم عالي هندسة ميكانيكية هذه المرة من بنغازي في العام 1993 ف .. ولكنه يتبع شغفه الأصيل منذ الصغر اللغة العربية وآدابها ولكن كيف يتحصل على علومها إلا بدراسة القسم الأدبي الشهادة الثانوية العامة فيحصل عليها في العام 1993 أيضا ليلتحق بجامعة عمر المختار في مدينة البيضاء هذه المرة كدارس للغة العربية وآدابها وبالفعل يتحصل على الليسانس فيها سنة 1996 م وحضر الماجستير في ذات التخصص وحصل قبل الرسالة على دبلومة دراسات عليا في اللغة العربية سنة 2005 م شعبة لغة عربية من جامعته عمر المختار .. ويحصل على إجازة الماجستير بعدها .
« توسطهم ببطنه المنفوخة التي اعاقت جلسته باعتدال ، صافحوه وهو مضطجع على جنبه الايسر ، تهكم على الجميع كعادته ، صفعه صبي فقير عندما أعطاه درسا في الاخلاق .»

مع كل ما أنجزه علميا كانت خطواته العملية تسير في ذات الخطى العلمية متشعبة مختلفة لكنها مرتبطة أيضا كونها ترتبط بما يأمله لنفسه ومن نفسه لوطنه ومجتمعه ومن حوله .. من شغفه وتطلعاته للأفضل ومن إبداعه ومواهبه المتنوعة في عدم تنافر .. سلامه تجده مؤسس ورئيس تحرير صحيفة مارماريكا
ومؤسس ورئيس تحرير صحيفة المختار الثقافي وهو ذاته عضو اتحاد الصحافيين العرب وعضو الرابطة العامة للإعلاميين الليبيين وعضو رابطة الفنانين الليبيين كما الأمين المساعد لنادي طبرق الدولي لهواة المراسلة والتعارف وليس في المراسلة إلا اتفاقا ضمنيا مع الكتابة الصحافيه والكتابة بشكل عام فما بالكم بمن يكتب القصة والمسرحية والرواية والومضة الأدبية حري أن يكون أيضا وبجدارة المبدع عضو أسرة تحرير مجلة البطنان الطبي .. مراسل صحيفة الشمس في منطقة البطنان سابقا وعضو أسرة تحرير موقع الصياد الإلكتروني سابقا.. فهو عضو رابطة الصحافيين والإعلاميين .. وتماشيا مع لونه الإبداعي كفنان مسرحي ومؤلف مسرحي يكون عضو رابطة الفنانين الليبيين .. وفي العام 2005 نراه مدير المركز الثقافي طبرق ثم مدير مكتب الإعلام باللجنة الشعبية للتعليم بشعبية البطنان سابقا .. ومع كل هذه المهام والأعمال التي بعضها تزامن ولم يتقاطع بل توازى مع بعضه البعض واستمر ومنه ماسبق للبحث عن جديد أكثر فائدة عملية ومعرفية هو ذاته عبدالرحمن سلامه الشاب المكافح المهتم بعمله الإذاعي حتى تاريخ البحث عن مسيرته الإبداعية والحياتية الممتلئة بكل ماتع وفيه عبرة لمن يرغب أن يشار إليه بالبنان كإنسان وكمبدع .. فعرفه الشارع الليبي والعربي عبر شاشات القنوات المرئية في برامج أعدها وقدمها وأخرى كان فيها مراسل لعديد القنوات فقدم برنامج سيلفي الذي تم عرضه في قناتي ليبيا روحها الوطن . والفضائية الليبية وهو أول برنامج يتم تصويره بالهاتف وبعصاة سيلفي حوارات مع فنانين ومبدعين بعيدا عن السياسة ..
** أتوقف الآن مع قرائنا عند بعض ما أوردته صحيفة الصباح الورقية الإلكترونية نقدا بناء عن مجموعته القصصية الثانية تفاحة البرلمان وهي من سلسلة كتاب مجلة المستقل الصادرة بالقاهرة .. وهي عبارة عن مجموعة قصصية تحت عنوان ( تفاحة البرلمان ) ـ وهو اسم أحدى قصص المجموعة ـ وهي 50 قصة جاءت في 115 صفحة من القطع المتوسط هي مجموعتة القصصية الثانية بعد صدور مجموعته الاولى ( من أين تؤكل الكتف ) سنة 2009 .. توزعت القصص الخمسين المتنوعة بين قصص قصيرة وقصص قصيرة جدا واقصوصات وومضات قصصية .. جاء فيما أوردته الصحيفة :


(( قدم لهذه المجموعة القصصية القاص والشاعر الليبي جمعة الفاخري والذي صاغ مقدمة فنية ولغوية جميلة لمجموعة قصص تفاحة البرلمان لم تخلو من طابع نقدي نقتبس منها هذا المقطع « والقاص يقدم قصصه بلغة سهلة لا تتفيهق على متلقيها ، ولا تستعير لها أسمال الفلسفة ، فهي لغة مباشرة تمضي إلى فهم المتلقي دون التواء ، ولا كثير عناء . يتكئ سلامة في جل قصصه على السخرية التي يجيدها ليمنح قصصه خواتيم شائقة ، فيحكم بسخريته مختتمات قصصه ، في نهايات مفاجئة مدوية ، فتظهر جلية مفارقاته العذبة المدهشة ، وفي مراوغاته وهو يقترح قفلاته المتقنة ، فيضفي على نهاياته دهشة ناعمة يسربها إلى ذائقة المتلقي بهدوء حميم ، دون صخب مدو ، باعثا الانفعال المشتهى في نفس قارئه ، مثيرا أعماقه ، مفتتنا وجدانه . لذا كانت جل قصصه تتوشى بنهايات لامعة ، وتتوشح بسخرية صارخة تسكب في أعماق متلقيها دهشة وابهار …. أجدني متفقا مع ماكتبه القاص جمعة الفاخري في مقدمته كون ان عبد الرحمن سلامة لم يأتي بجديد على سبيل التجريب أو الابتكار القصصي المختلف .. ألا أنني أضيف أن سلامة لم يكن يبحث عن ابتكار جديد او براءة اختراع في هذه المجموعة بقدر ما كان يعاني من خيبة آمل في الواقع ويبحث عن احلام رومانسية في مستقبل مجهول ، واتفق معه ايضا ان الصحفي في داخل عبدالرحمن سلامة القى بظلاله على القاص حيث قام بدوره في تعرية المجتمع ونقده ولكن دون أن يخون روح القاص وثقافته .. وتبقى المجموعة القصصية ( تفاحة البرلمان ) أضافة الى مكتبة الادب الليبي في القصة القصيرة وهو صنف من الادب أرى شخصيا أنه من آهم وأنجح صنوف الادب في ليبيا واكثرها تطورا مقارنة بالرواية والشعر مثلا وان ليبيا زاخرة بقصاصين كبار ولكنهم لم ينالوا حظهم من الاضواء بعد .. رغم أنهم وضعوا أقدامهم على الطريق وسيصلون قريبا كالقاص أحمد يوسف عقيلة وعمر الككلي وجمعة الفاخري والصديق بودوارة ومحمد المسلاتي وغيرهم .. )) .
عبدالرحمن سلامه ليس من الإتكاليين على بدايات ناجحة بل ساع لتنمية الذات والتغيير منها للوصول للقمم التي تتسع للجميع وكل بما يميزه ويعينه على الاستمرارية هناك .. فلم يتوقف عن النهل من معين المعارف وصقل الموهبة والإبداع واستمرارية الشغف فتقدم لعديد الدورات واجتازها بتفوق :
– دورة متقدمة بعنوان ” تطوير الخبر الصحفي واستخدام التقنيات الحديثة ” طرابلس – 2005 م
– دورة متقدمة في فنون العمل الصحفي من معهد الأهرام الإقليمي بالقاهرة في سنة 2007 م .
– دورة متقدمة في فنون الإعلام والصحافة والتي أقامتها اللجنة الشعبية العامة للتعليم والتي استهدفت رؤساء وحدات الإعلام سنة 2010
– دورة متقدمة في فنون الصحافة حول مهنية الإعلام من معهد تقارير الحرب والسلام 2012
– دورة متقدمة في فنون الصحافة 2013
– متحصل على دبلومة المستشار الإعلامي بعد اجتياز برنامج تدريبي عالي المستوى معتمد من المؤسسة البريطانية للتدريب حيث تلقى خلالها ” مهام الإعلامي – العلاقات العامة – إدارة المؤسسات الإعلامية – معايير قياس الجودة – كتابة التقارير والرسائل الرسمية – فرق العمل – التحدث أمام الجمهور ، حتى أصبح مؤهلاً لحمل صفة المستشار الإعلامي داخل ليبيا وخارجها سنة 2016 .

تحصل مع مهامه المهنية على عضويات في جهات إبداعية وعملية مختلفة لها دلالاتها المؤثرة على عطاءاته الإنسانية فهو:
– أمين الشؤون الإعلامية ببيت البطنان الثقافي
– أمين الشؤون الإعلامية بفرقة نسيم الحياة المسرحية
– عضو الإعلام بجمعية أصدقاء مرضى الكلى
– عضو اللجنة الثقافية بنادي الصقور الرياضي
– عضو اللجنة الإعلامية بنادي الصقور الرياضي
– عضو اللجنة الإعلامية بنادي هلال طبرق
– أمين إداري بمكتب الهيأة العامة للصحافة طبرق
– معد ومقدم برامج بإذاعة البطنان المحلية حيث قدم وأعد عدداً كبيراً من البرامج
– أحد مؤسسي راديو الوطن بطبرق وهو من أطلق الاسم على هذا الأثير
– شغل مهام مدير البرامج براديو الوطن لعدة مرات
– عضو أسرة تحرير صحيفة البطنان
– منسق تحرير صحيفة طبرق الحرة
– محرر بصحيفة أخبار بنغازي .
– محرر بمجلة المستقل .
– محرر بصحيفة كل الفنون
– محرر بصحيفة المسيرة الكبرى
– عضو أسرة تحرير مجلة بذور .
– عضو أسرة تحرير صحيفة صدى البرلمان
– عضو أسرة تحرير صحيفة الحياة الليبية
– مراسل قناة ليبيا الرسمية في طبرق
– عضو أسرة تحرير صحيفة الفرح بيت القصيد
– مدير قناة ليبيا المرح الفضائية
– رئيس تحرير صحيفة المختار الثقافي
– مدير تحرير صحيفة الفن السابع
– عضو تحرير مجلة الليبي
كتب القصة القصيرة والمقالة وله :
– مجموعة قصصية ” من أين تؤكل الكتف سنة 2011 م عن مركز النيل للنشر والتوزيع .
– كتاب بعنوان ” مرافئ ” جمع فيه الحوارات الثقافية المتنوعة التي أجراها عن مركز النيل للنشر والتوزيع سنة 2011 م .
– مجموعة قصصية عن دار تانيت للنشر والتوزيع وهى من إصدارات مجلة المستقل بعنوان ” تفاحة البرلمان ” سنة 2016
– مجموعة قصصية بعنوان ” ود ” عن الدار العالمية للنشر والتوزيع عام 2019
– مجموعة قصصية بعنوان ” قلق ” عن الدار العالمية للنشر والتوزيع عام 2019
– الطبعة الثانية من مجموعة ( من أين تؤكل الكتف ) عام 2019 .
– والدي عمر المختار عن دار البيان للنشر والتوزيع عام 2019 .

_في الإنتاج التراثي الأدبي للكاتب والقاص سلامه عددا من الكتب والمخطوطات الجاهزة للنشر ومنها ما أصدر فعليا ولم أتحصل على معلومة مؤكدة بتواريخ وسنوات ودور نشر أصدرت فعلا تلك المخطوطات التي وردت في أحد المواقع التي كتبت عنه سنوات خلت فهو صاحب :
– مخطوط بعنوان ” العين في الغناء الشعبي “
– مخطوط بعنوان ” من شعراء الوطن ” حوارات مع شعراء شعبيين
الأدب :
– مخطوط بعنوان ” الاتجاه القومي في شعر حسن السوسي “
– مخطوط بعنوان ” ديوان الرمادي دراسة وتحقيق “
_ لم يترك التاريخ لينبش ويبحث ويجمع فيؤرخ لذكريات الزمن الجميل في مخطوط عنونه : ” ذكريات الزمن الجميل ” حوارات مع شخصيات لتوثيق مراحل زمنية في ليبيا .
_ كتب الرواية ورحل في شخوصها وأحداثها المطولة بوحدتها الموضوعية فكانت له رواية ” الصفعة ” .
_ كتب مبدعنا سلامة عددا من المسرحيات التي جسدت على خشبة المسرح هي حتى الآن وربما ألف خلال مسيرته القادمة الحياتية الإبداعية مايجدر إضافته لمسيرته الفاخمة :
– مسرحية ” الشهيد ” ، تمثيل فرقة نسيم الحياة ، إخراج أحمد بوشعالة
– مسرحية ” حكاية شعب ” ، بطولة الفنان فوزي العبيدي
– مسرحية ” مستشفى المجانين “
– مسرحية ” حزام ” مونودراما
– مسرحية ” نزيف القلب ” مونودراما


_ نصيب الدراما المسموعة والمرئية من قلم وإبداع عبدالرحمن سلامة كبير ومهم ورصيده :
– قصة وسيناريو وحوار مسلسل ” مرايا ليبية ” تم عرضه في 4 قنوات فضائية
– قصة وسيناريو وحوار مسلسل ” مراية ليبية ” الجزء الثاني تم تسليمه للمخرج وهو قيد التنفيذ
– قصة وسيناريو وحوار مسلسل ” صبايا السلطان ” تحت الإنجاز
– قصة وسيناريو وحوار مسلس ” التائب ” تحت الإنجاز
المسموعة
– قصة وسيناريو وحوار مسلسل ( يوميات صائم ) إذاعة البطنان المحلية
الكتابات الصحفية :
كتب في عدد من الصحف والمجلات مقالات و حوارات واستطلاعات ومتابعات مثل :
العرب اللندنية – العرب الرياضي – العرب الأسبوعي – القدس– عكاظ – الجماهيرية – الشمس – المسيرة الكبرى – أخبار بنغازي – النجم الرياضي – البطنان – الحياة الليبية – البطنان الطبي – الثقافة العربية – الفصول الأربعة – البيت – مجلة المستقل – قورينا – برنيق – العين – صدى الجغبوب – ليبيا المستقبل – مارماريكا – الوسط – الوطن المصرية – فبراير – صدى امساعد – صدى البرلمان – برنيق – قورينا – صباح آويا – النجم الرياضي – الصياد – جيل ليبيا – ليبيا المستقبل – الاجدابي – اجدابيا نت – السلفيوم – وغيرها
البرامج المرئية
– فنجان قهوة .. حوارات فنية
– سيلفي .. حوارات فنية
_ كل ما تحصل عليه سلامه من معارف وشهادات علمية وما خاضه أثناء تنمية الذات من دورات أهله ليكون هو في مرحلة من حياته العملية المدرب للراغبين الاستزادة فتقدم في مجال التدريب ليقدم عديد الدورات في مجالات أتقنها :
_ قدم الدورات في مجال اللغة العربية وفنون الإعلام والصحافة للمبتدئين .
_ قدم دورة في أساسيات الصحافة والتقديم والإعداد الإذاعي تحت إشراف إذاعة الوطن المحلية / طبرق سنة 2017 .


من كتاباته المقالية التأريخية المضمخة بحناء التراث الجميل كتب تحت عنوان ” طبرق الحضارة والتاريخ ” ما أتركه للقارئ لسيرة ومسيرة عبدالرحمن سلامة المفعمة بكل بديع يستأهل الوقوف عنده تمعنا ودراسة وفخرا بشاب عصامي لم يصب بعدوى التوقف وكآبة المبدع للابتعاد بل ظل حتى لحظة جمعنا لسيرته الحافلة بالكثير من خطوط متوازية كلها في الخط البياني صعودا ولم يتوقف أحدها ليتغلب عليه الآخر بل ظل في آخر 2025 م التي لم يظل منها سوى شهرين لتسلم لعام جديد هو ذاته النشط الشغوف الممتليء بالمفاجآت الإذاعية والمسرحية والقصصية وهو المراسل والمحاور والأب الحنون والمواطن المعطاء .. كتب سردا مقاليا ماتعا أترككم ختاما لطيفا وإياه :
(( طبرق عروس تستحم في بحر لجي وتنعم بدفء صحراء تخضبت رمالها بدماء رجالها الذين ذادوا عنها وعن الوطن ، كما أنها كانت مسرحاً عالمياً ومحط أنظار الدنيا عندما تحدى العالم بعضه بعضا فأصبح اليوم تحديهم أطلالاً وبقيت طبرق كما هي ، شامخة تطال عنان السماء ، وعصية على من يحاول لي عنقها ، وهى بوابة ليبيا الشرقية وأصل تسميتها لأنها جغرافياً تقابل مدينة قديمة في جزيرة كريت ، طبرق موغلة في التاريخ فهي شيدت قبل مجئ الإغريق إليها في سنة 6300 قبل الميلاد وإلى جانب الإغريق استهوت كذلك الرومان فاستوطنوها وحضارتهم لازالت شاهدة عليهم كأرضية الفسيفساء والتي تمثل ” أورنوس ” وهو يعزف على قيثارته والطيور تصغي إليه ناهيك عن آثار لمدينة تحت مياه بحر عين الغزالة والتي كانت تسمى ” باتراخوس ” وكذلك سور ” جوستنيان ” والمطل على ميناء طبرق البحري من ناحية الشمال ، وطبرق بما حباها الله من إمكانيات فرضت نفسها عاصمة لإقليم مارماريكا الممتد حتى الإسكندرية ، كما أن المسلمين جعلوا مينائها مركزاً لنشر الإسلام ، مدينة استراتيجية استهوت كثيراً من الذين عرفوا أهميتها وقيمتها من الناحية الجغرافية خصوصاً الذين يتطلعون للسيطرة على شمال أفريقيا فقد سارع إليها الأتراك العثمانيون قبل أن يتنازلوا عنها عنوة لإيطاليا بموجب اتفاقية بيع في سوق نخاسة رخيص في لوزان عام 1912 لكنها برغم وضاعة هذه الصفقة بقيت طبرق حرة عصية على كل المستعمرين الذين تعاقبوا عليها وكسرت أنوفهم ومرغتها في التراب بداية من أولى معارك الجهاد ضد المستعمر الإيطالي الذي أرادت إحدى كتائبه احتلال قصر الناظورة المشرف على ميناء طبرق وسميت هذه المعركة الناظورة تحت قيادة الشيخ المبري ياسين سنة 1911 بنواحيها وسطرت أيضاً على أرضها معارك كبيرة يفتخر بها الليبيون منها : معركة سقيفة طبرق ، معركة وادي بوذوه ، معركة المفصل ، معركة الحصون الجديدة ، معركة وادي العودة ، معركة رأس المدور ، معركة وادي السهل معركة سيدي داوود ، وغيرها من المعارك ، ولعل الذين حاولوا دخولها وفقدوا رجالهم هنا على أرضها يعلمون علم اليقين أنها مدينة استثنائية في كل شئ .
طبرق كانت غرفة عمليات أثناء الحرب العالمية الثانية ودهاليز هذه الغرفة لازالت باقية إلى الآن من خلال أنفاق متعرجة في قلبها وتنساب في أطرافها لتؤكد أهميتها ، كما استغلت في الحرب من قبل المتحاربين ، كذلك كانت تحوي مقر إقامة القائد رومل الرئيسي ومخبئه الذي كان يدير منه المعارك العالمية الثانية في شمال أفريقيا ، وعلى أرضها دارت معارك عالمية طاحنة ، فمعارك طبرق مهمة خلال الحرب العالمية الثانية، ومن شواهدها:
المقبرة الألمانية والتي تعرف بالقلعة ويقال أن سكون العالم كله داخل هذه القلعة الحصينة وتضم هذه المقبرة رفات حوالي 7000 جندي ألماني ، أيضاً المقبرة الفرنسية والتي تضم رفات حوالي 200 جندي من الفرنسيين ، كذلك مقبرة طبرق الحربية والتي تعرف بمقبرة (كومنولث) وتضم رفات حوالي 2479 جندي من الحلفاء وأغلبهم من الاستراليين ، أيضاً مقبرة عكرمة الحربية(ايت بريد) جسرالفرسان وتضم رفات 3649 جندي من الحلفاء معظمهم من الإنجليز وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا ، وهذه المقابر يقصدها كثير من السواح الأجانب وخصوصاً من الدول التي كانت طرفاً في هذه المعارك . ))