انطلقت السفينة عمر المختار من طرابلس لتلتحم بأسطول الصمود العالمي منذ أيام، وذلك في محاولة لكسر الحصار عن غزة، محمّلة بالمساعدات الطبية والإنسانية.
السفينة زودت بوحدة رعاية مركّزة مع طاقم طبي، وتجهيزها بالمستلزمات الأساسية مثل الأدوية والخيام وحليب الأطفال وغيرها، وحملت على متنها العديد من الشخصيات البارزة إلى جانب ناشطين دوليين.
الرحلة واجهت تأخيرات بسبب سوء الأحوال الجوية، الأمر الذي استدعى تأجيل الإبحار لبضعة أيام حتى تحسّن الطقس والتجهيزات.
الالتحام بباقي السفن
وقد واصلت السفينة رحلتها البحرية رغم الظروف الجوية الصعبة والتهديدات الأمنية، لتصل فجر اليوم السبت إلى نقطة الالتقاء المقررة قرب جزيرة كريت، حيث التحمت ببقية السفن المشاركة.
وبحسب تقارير يومية صادرة عن قلم السفينة عمر الحاسي، فإن رحلة “عمر المختار” خلال اليومين الماضيين شهدت رياحاً عاتية وتشويشاً إلكترونياً استهدف أجهزة الاتصالات والملاحة، إلى جانب تحليق طائرات حربية ومسيرات إسرائيلية في محيطها، ورغم ذلك، تمكن الطاقم بقيادة الكابتن مصطفى بشنب من مواصلة التقدم حتى بلوغ موقع تجمع الأسطول.
وأوضح المكتب الإعلامي للسفينة أن لحظة الالتحام مع باقي القطع البحرية شكّلت محطة محورية، إذ شهدت أجواء احتفالية بهتافات وأغانٍ مؤيدة لفلسطين، فيما أكد المنظمون أن وحدة الصف الدولي هي الضمانة لمواصلة الإبحار كقوة جماعية نحو غزة.
الموقف الإسرائيلي
في المقابل أفادت تقارير إعلامية وإسرائيلية، أنه يُتوقع أن تتولى وحدة الكوماندوز البحري شاييطت 13 الإسرائيلية مهمة اعتراض السفن المشاركة في الأسطول عند اقترابها من شواطئ غزة، وقد تنطوي العملية على مصادرة أو حتى إغراق بعض السفن التي ترفض الامتثال.
إلا أن الجيش الإسرائيلي يواجه معضلة في اعتراض الأسطول بسبب تعدد السفن ومنعهم من الوصول إلى غزة، كما أعلن مسبقًا استعداده لمنع أي تجاوز لخط الحصار البحري.
من جهة أخرى أبدت بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وإيطاليا، استعدادها لتقديم دعم بحري أو حماية للسفن، دون أن تتدخل بشكل مباشر في مهمة كسر الحصار، مشيرة إلى أن الأسطول لا يشكل تهديدًا عسكريًا بل مهمة إنسانية.
فيما يذكر أن إسرائيل عرضت على القافلة تفريغ المساعدات في موانئ مثل عسقلان أو قبرص، بشرط أن لا تُكسر سياسة الحصار مباشرة، لكن المنظمين رفضوا تلك العروض.
وقال أسطول الصمود العالمي، في بيان، إن عدّة طائرات مسيّرة أسقطت أجساما مجهولة الهوية، وأضاف أنه التشويش على الاتصالات، وسُمع دويّ انفجارات من عدد من القوارب.
وذكرت مصادر إعلامية أن 10 سفن على الأقل من الأسطول تعرضت لهجمات من طائرات مسيّرة، وأفاد ناشطون بوقوع بعض الأضرار.
رد السفينة
في المقابل أكدت المتحدثة باسم سفينة عمر المختار، إيفون ريدلي، أن النشطاء ماضون في التزامهم بإيصال المساعدات الإنسانية إلى ميناء غزة تحديداً، باعتباره الهدف الأساسي للمهمة، مشددة على أن السفينة مجهزة كوحدة دعم طبي وأن أهدافها إنسانية بحتة.
ومع اقتراب الأسطول، الذي يضم أكثر من 40 سفينة من عدة دول، من مناطق النفوذ الإسرائيلي، يترقب المتابعون تطورات المواجهة المحتملة، خصوصاً في ظل إعلان حكومات أوروبية استعدادها لإرسال قطع بحرية لحماية القافلة.
