أكد المبعوث والسفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن قرار إقالة محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” من قبل المجلس الرئاسي كان خطوة أحادية، مشيرًا إلى أنها تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الأحادية التي تتخــــــــــذها الأطراف الليبية.
وفي تصريحاته لموقع “اليوم السابع” المصري، أعرب نورلاند عن قلقه من مداهمة وحدة المخابرات المالية لمصرف ليبيا المركزي، ومصادرتها لملفات حساسة، ما أثار مخاوف حول جهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأضاف أن هناك جدلاً دوليًا متزايدًا حول قيادة المركزي في ليبيا، متسائلًا عن مصداقية المسؤولين الحاليين ودورهم في المرحلة المقبلة.
وأكد نورلاند أن ليبيا بحاجة إلى قيادة موحدة للبنك المركزي تحظى بإجماع دولي ومحلي.
تحدث عن تجربته السابقة في ليبيا وتعامله مع مختلف الشخصيات السياسية، مؤكدًا أهمية تجاوز الخلافات داخل المجلس الأعلى للدولة ليتمكن من أداء دوره الاستشاري. كما أشاد بالدور الذي لعبته مصر في تسهيل الحوار حول المسار الدستوري من خلال لجنة “6+6”.
وأردف في حديثه قائلا إن الأمر المهم الآن، وفقًا لتقييمنا، هو أن الجمع بين الغرف ليس كافيًا، بل يجب إحضار جميع أصحاب المصالح السياسية في ليبيا إلى طاولة المفاوضات، حيث يمكنهم الالتقاء وجهًا لوجه وتقديم حلول وسط ترضي جميع الأطراف، وذلك لمصلحة الوطن.
وفيما يخص الوضع الأمني، شدد نورلاند على ضرورة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في أكتوبر 2020، والذي ينص على خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، مشيرًا إلى أن هذا البند لم يتحقق بالكامل بعد.
وأضاف أن تنسيق الجهود الأمنية وتأمين الحدود الجنوبية لليبيا يعتبر أولوية مهمة خاصة مع تصاعد التوترات في منطقة الساحل الإفريقي.
وأشار السفير الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة عازمة على تعزيز دعمها لليبيا، مع تأكيد نية بلاده إعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس قريبًا، مما يعكس اهتمامًا أكبر بالملف الليبي.
كما عبّر عن قلقه إزاء تنامي ثقافة الإفلات من العقاب في ليبيا، خاصة فيما يتعلق بعمليات التصفية الجسدية وتهديدات موظفي المصرف المركزي، مشددًا على أهمية سيادة القانون ودعم جهود النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، في هذا الصدد.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.